شجر الليمون من الحمضيات، وكان يسمى في بعض سواحل الشام المراكبي، نسبة إلى المراكب التي كانت تنقله قديما .
ومازال هذا الاسم متداولا في طرابلس وغيرها. قيل ان اصل الليمون من الهند، ومنها نقل إلى العالم كله، والارجح ان كلمة ليمون محرفة من اللغة الهيروغليفية حيث كان اسمه ممون وهو اقدم اسم عرف لشجر الليمون، وكان المصريون القدماء يعرفون الليمون ويستخدمونه في طعامهم، وكذلك استخدموه في الطب ضد السموم ولا يزال الليمون الصغير في مصر يدعى بنزهير، وقيل ان اصل هذه الكلمة فارسية من بادزهير ومعناها "ضد السم".
وقد أطلق على شجرة الليمون"ملكة الفواكه"، لفائدة ثمارها وزهورها وأغصانها وأوراقها.
الليمون في الطب القديم: قال اطباء العرب ان الليمون مركب من ثلاثة أجزاء مختلفة المنافع والقوى وهي :
القشر والحماض(العصير) والبزر، أما قشره فيتبين في طعمه عند مضغه مرارة كثيرة، وحرافة قليلة وقبض خفي، وله عطرية ظاهرة، وبهذا صار مقويا للمعدة، منبها لشهوة الطعام، مطيبا للنكهة مطيبا للجشاء، مقويا للقلب. وزهر الليمون يقاوم السموم ويقوي المعدة ويدر البول.
أما ورقه فهو هاضم للطعام مسخن للمعدة موسع للنفس، وحبه يحلل الأورام التي في المعدة ويسهل البطن. في الطب الحديث: عرف الليمون منذ القدم واستخدم في الطب والصناعة، وأطلق على شجرة الليمون (ملكة الفواكه) وسمي حامض الليمون في الطب باسم ( الحامض الطبي).
من المهم أن نفهم جيدا مكونات الليمون وأنه يتكون من عناصر حيوية عظيمة النفع، فعصيره يحتوي على حامض الليمون، وحامض التفاح وسترات الكلس والبوتاس وفيه من السكريات: سكر العنب وسكر الفواكه وسكر القصب.
كما توجد في الليمون أملاح معدنية ومواد حيوية، مثل: الكالسيوم والحديد والفسفور والمنغنيز والنحاس، وفيتامينات (ب1, ب2, ب3, A , C)، والتي تلعب دورا مهما في التوازن العصبي والتغذية. كما يعتبر فيتامين A الموجود في لب الليمون وفي عصيره الطازج أحسن مادة للجلد ولعمليات النمو عند الأطفال، ولتعزيز بناء النسيج الحيوي الجديد، أما فيتامين C الموجود بنسبة (40-50 مليغرام) في كل 100 غم من الليمون فله خواص عظيمة في أوضاع الغدد وعملها ونشاطها، أما فيتامين ب فهو العنصر الفاعل في حماية الأوعية.
وتحتوى خلاصة قشر الليمون على 95% من المواد العطرية وغيرها من العناصر المفيدة في الطب والصناعة. والطريف أننا إذا أردنا الحصول على 1 كيلو غرام من خلاصة عطر الليمون، فعلينا أن نقطر ما يقارب 3000 ليمونة(القشرة).
فوائد الليمون طبيا لحصيات الكلى: تشير احدى الدراسات التي نشرت في مجلة J.Urology 1996 إلى ان شرب لترين من الليمونادة يوميا يوفر مقدار 6 جرام من حامض السيتريك مما يزيد كمية املاح السيتريت في البول مما يسهم في تقليل تكون الحصيات لدى الاشخاص الذين لديهم قابلية تكون حصيات الكالسيوم.
مرض الدوار Meniere's disease: تشير بعض الابحاث التي نشرت في مجلةogy Trans Am Acad Ophthalmol Otolaryngol 1964 Jan إلى ان الليمون يحتوي على بيوفلافينويد يدعى اريديكتيول Eriodictyol والذي له دور في تنشيط السمع، ويقلل الدوخة والغثيان والقيء لدى هؤلاء المرضى، والأمر بحاجة إلى مزيد من البحث.
تختلف نسبة السكر في الليمون باختلاف نوعه ومكان زراعته، فمثلا الليمون المزروع في كاليفورنيا نسبة السكر فيه تتراوح من 1-3%، بينما ليمون فلوريدا يحتوي على سكر بنسبة قد تصل إلى 4%، أما السكريات المتعددة فيه فتحتوي على مادة البكتين وغيرها.
اما حموضة الليمون فتتراوح ما بين 3.5-6%، وهي اشد من حموضة الفواكه الحمضية الأخرى مثل البرتقال والجريب فروت، وهذه الحموضة تتبع نسبة تركيز حامض السيتريك وحامض الماليك. ويحتوي عصير الليمون على بيوفلافينويدات، والتي لها اثر مضاد للأكسدة و لها دور هام في فوائد الليمون.
يعتقد بعض الباحثين ان مكونات الليمون من البيوفلافينويدز تختلف نسبتها كلما نضجت الليمونة، ولكن آخرين عارضوا هذه المعلومة، ويعتقد بأن الليمون الطازج الناضج يحتوي على كميات اكبر من مادة الهيسبريدين ومواد أخرى مثل الليمونويدات والكومارين وزيوت حامضية، ويعتبر الليمونين من زيت الليمون هو الغالب وهو الذي يعطي الليمون نكهته الخاصة.
كما يحتوي الليمون على كومارينات عديدة لها دور في منع ظهور الشوارد الحرة من أكسيد النيتريك. وقد استعمل زيت الليمون العطري في مجال العلاج بالعطور Aromatherapy، لتسكين الألم وتخفيف التوتر. هل لليمون دور في مكافحة السرطان ؟ تشير بعض الدراسات المنشورة في مجلة Anticancer Res 2000;20:3609-14، ان بعض الفلافينويدات في الليمون مثل مادة الديوسمين Diosmin تمنع عمليات التسرطن في حيوانات التجارب، كما تقوم بعض الفلافينويدات الأخرى بإحباط دور العامل السرطاني نيتروزامين Nitrosamine NNK في حيوانات التجارب.
src="http://pagead2.googlesyndication.com/pagead/show_ads.js">
فوائد أخرى لليمون: يحتوي الليمون على فيتامين C الذي يعتبر منشطا ومقاوما للإنتانات، ومكافحا للجراثيم، ويحتوي على فيتامين (أ) الذي يعتبرمنضرا للبشرة ومقويا للخلايا والنظر ومخصبا. أما فيتامين ب الموجود في الليمون فهو مضاد لالتهاب الأعصاب، و فيتامينE يسمى فيتامين الشباب لأنه مخصب ومنشط ومقاوم للشيخوخة. وكذلك يحتوي الليمون على الكالسيوم المقوي للعظام والمضاد للهشاشة، والنياسين المضاد للبلاجرا والمقوي للقلب.
أما حامض الليمون فهو مطهر معقم ومضاد للجراثيم ومنق للدم من السموم، والفسفور المحتوى في الليمون منشط للذهن والباءة ومقو للعظام، وكذلك البوتاسيوم فهو مهم للتوازن البيولوجي، والحديد مقو للدم. وأخيرا يحتوي الليمون على السترين ومواد كربوهيدراتية وسكرية تعتبر مقوية لجدار الأوعية الدموية، كما تعطى انتعاشا وحيوية.
كيف يمكننا الاستفادة من الليمون للمحافظة على صحتنا؟
يمكننا أن نفيد صحتنا جيدا باستخدام الليمون في حالات معينة يفيد فيها أكثر من غيره، وتكون النتائج مذهلة في غالب الأحيان، وإليك الكثير من الحالات التي يفيد فيها الليمون:
* لتشقق الأظافر: تدلك بليمونة صغيرة قبل النوم مع شرب عصير الجزر والليمونادة من حين لآخر.
* للإقلاع عن التدخين: يشرب قشر الليمون مغليا كالشاي صباحا، لانه ينقي الدم ويساعد في التخلص من التدخين.
* للكلف والنمش: يفرك بليمون وملح مرارا يوميا ثم يدهن بزيت اللوز الحلو بعد ذلك.
* للبشرة الدهنية: تؤخذ نصف ليمونة وتفرك بها الوجه قبل النوم، وفي الصباح يغسل بماء فاتر وليمون.
* للقشرة في فروة الرأس: تفرك بنصف ليمونة فركا جيدا قبل النوم، وفي الصباح تغسل بماء ساخن وشامبو.
* لفتح الشهية: يؤكل الليمون المخلل مع وجبات الطعام، أو تمص ليمونة قبل الأكل مباشرة.
لأورام الحلق والتهابات اللوز: تستخدم غرغرة عصير الليمون عدة مرات في اليوم، مع شرب ليمونادة دافئة، ومن الأفضل خلطه بشيء من الخل والثوم والشطة.
* لتقشر الجلد: تعصر ليمونة بنزهير ويضاف إلى العصير زيت زيتون ويدهن من الخليط بعد مزجه جيدا.
* لفطريات الأصابع في القدمين: تعجن حنة وشبة في عصير ليمون وعسل كالمرهم ويدهن به قبل النوم، وفي الصباح يغسل ويجفف بقطن طبي.
* لمنع التجاعيد: تؤخذ ليمونة وتعصر، وبنفس المقدار يضاف إليها زيت زيتون مع ملعقة عسل صغيرة مع ملعقة ردة صغيرة ، ويعمل قناع يوميا لمدة ساعة ثم يغسل.
* لعلاج السمنة: ينقع القليل من الكمون في ماء مغلي مع ليمونة مقطعة حلقات، ويترك طوال الليل ويشرب الماء على الريق في الصباح يوميا، ولكن الجريب فروت أقوى منه.
* للنزف الأنفي: تغمس قطعة من القطن في عصير الليمون ويسد بها الأنف.
* لإزالة رائحة الفم الكريهة: مجرد مضغ قشر الليمون مع الاستمرارية يطيب رائحة الفم. لصفرة الأسنان: يستخدم عصير الليمون بفرشاة الأسنان كل يوم.
* لخشونة اليدين: تدهن الأيدي بخليط من عصير الليمون والجلسرين وماء الكولونيا بمقادير متساوية.
* فوائد أخرى لليمون لإزالة الرائحة الكريهة من الثلاجة: توضع شرائح الليمون مع قطع من فحم خشبي في الثلاجة وتترك مفتوحة لعدة أيام. لتجنب عتة الملابس: يعلق جورب مملوء بليمون مجفف، أو مطحون. لتلميع التحف القديمة: تقطع ليمونة نصفين مع ملح الطعام وتفرك بها جيدا.
* لإزالة الصدأ عن الثياب: توضع شريحة الليمون بين طبقتين من الثوب فيهما مكان الصدأ، ويوضع على لطخة الصدأ مكواة ساخنة وتكرر العملية إذا لزم الأمر. لإزالة بقع الحبر وألوان الفواكه والخضار عن الملابس والأيدي: تزول من الأيدي بفركها بعصير الليمون.
* لتجنب تسرب رائحة قلي السمك إلى خارج المطبخ: توضع نصف ليمونة في الزيت أثناء القلي.
ومن أجل كل هذه الفوائد التي وضعها الله في الليمون ننصح ألا تخلو وجبة من وجباتنا اليومية من عصير الليمون، سواء في السلطة أو الشوربة أو غيرها. ولكن يجب الانتباه إلى أن الليمون كغيره من العصائر الحمضية ، سريع التلف والتأكسد، لذا فمن الخطأ الاحتفاظ بمثل هذه العصائر جاهزة في الثلاجات، ويفضل تجهيزها حسب الحاجة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق