قد يبدو هذا السؤال بسيطا، فأسهل طريقة لشرب الماء هي بكل بساطة: شرب الماء، ولكن ذلك لا ينطبق دائما في رمضان، فخصوصية هذا الشهر تنبع من أنك لا تستطيع الشرب أو الأكل من الفجر حتى غروب الشمس، ولذلك فإن أحد أهدافك من شرب الماء هو تزويد جسمك بمخزون منه يقيك قيظ النهار وضنك العطش.
وتمتد فترة تناول الطعام والشراب من وقت الإفطار وحتى الفجر، ولذلك فيمكننا تقسيم وقت الليل إلى قسمين، الأول ما قبل خلودك للنوم، أي من الغروب وحتى الساعة 11 مثلا، والثاني ما بين هذه الساعة وحتى الفجر، أي وقت السحور.
وقت الإفطار:
اشرب قليلا من الماء: يبدأ البعض إفطاره بتناول أربعة أكواب من الماء المثلج، وهذا يشكل صدمة فجائية للمعدة الفارغة منذ أكثر من 14 ساعة. كما أن الماء البارد قد يتعبك. والصحيح أن تبدأ إفطارك بكوب من الماء معتدل الحرارة، وذلك حتى لو كنت شديد العطش، مع تناول بضع تمرات مثلا. ثم وبعد مضي ربع ساعة (تصلي فيها المغرب) بإمكانك أن تشرب كوبا آخر، وبذلك فأنت تدخل السوائل تدريجيا إلى معدتك.
لا تشرب الماء المثلج: الماء الشديد البرودة مؤذ، ومع أنه من غير المثبت علميا أنه يؤدي للانفلونزا أو التهاب الحلق (هذه خرافة شائعة) لكنه بالتأكيد يؤلم الرأس وقد يدخلك في صداع حاد للغاية. اشرب الماء الفاتر متوسط البرودة، وهذا ينطبق أيضا على العصائر. أما إذا كنت مصرا على الماء المثلج فتناوله تدريجيا وعلى شكل رشفات، لا صبّا.
نوّع مصادر الماء: تناول شوربة الخضار وكوكتيل الفواكه الخالي من السكر. اشرب الشاي الأخضر، كل البطيخ والشمام والفواكه الطرية الغنية بالماء. وبذلك أنت تحصل على الماء مع الفيتامينات المغذية والألياف المفيدة.
قلل مأخوذك من الكافيين: لا يعني هذا أن الشاي والقهوة مضران، لكن الكافيين فيهما مدر للبول، ويعني هذا أنك ستخسر الماء الذي تحصل عليه، ولو كان الوقت غير شهر رمضان فلا مشكلة، إذ بإمكانك شرب الماء في أية لحظة، ولكن الأمر مختلف في شهر الصيام. لذلك اعتدل في الكافيين.
قلل من الموالح كالمخللات والمكسرات والتسالي، فهي تشعرك بالعطش وتحتوي عادة على مقدار كبير من السعرات الحرارية والصوديوم.
وقت السحور:
أخّر السحور: بهذه الطريقة ستتيح لجسمك الاستعداد للصيام حتى آخر لحظة، لذلك دعك من عادة تناول السحور قبل النوم، فعادة أنت لا تكون جائعا وقتها وتتناول كمية كبيرة من السعرات الحرارية الزائدة.
لا تشرب الماء فقط: وهذه النقطة بحاجة لتوضيح، فكثيرون يعمدون في السحور إلى شرب كمية كبيرة من الماء قد تصل لثمانية أكواب (لترين من الماء)، والمشكلة هنا أن الجسم لديه آليات للتعامل مع المأخوذ المرتفع الفجائي من الماء، إذ تعمد الكليتان إلى زيادة إنتاج البول، وخلال ثلاث إلى أربع ساعات يطرح جل الماء كبول.
والنتيجة هنا أولا أنك سوف تشعر بالعطش بسرعة، وثانيا أنك تكون قد خسرت نوم الصباح، إذ ستستيقظ ما بين الفجر ووقت خروجك للعمل ثلاث مرات، وعندما تصل للدوام تكون عطِشا ومتعبا، والحل الملائم هو تناول أغذية غنية بالماء وتقوم بإفرازه في القناة الهضمية بشكل تدريجي، والخضار والفواكه هي الخيار الأمثل، ولذلك يجب أن يحتوي سحورك على سلطة خضراء (طماطم وخيار وخس) بالإضافة لفاكهة مثل التفاح أو الموز أو البرتقال. وتعطي هذه الأغذية الماء بشكل تدريجي في القناة الهضمية، ولذلك فأنت لا تشعر بالعطش طوال اليوم.
قلل الكافيين، وهذه النصيحة أهم على السحور، وذلك حتى لا يزداد إفراز البول وفقدانك للماء.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق