البيلة الدمويية - haematuria
يشخص البول الدموي إذا تم فحص البول بالمجهر ووجد عدد من خلايا الدم الحمراء يزيد عن عشر خلايا في المجال
المجهري الواحد أو إذا تم رؤيتها بالعين المجردة وهي من العلامات الدالة على وجود مرض في الجهاز البولي. ولكن يجب التفريق (بواسطة الفحص المجهري) بين البول الدموي والبول الملون بسبب مواد كيماوية كاختلاط الهيموجلوبين بالبول وذلك نتيجة إصابة الشخص بالملاريا أو التسمم الدموي أو تم نقل دم غير موافق مع فصيلة دمه أو قد تناول الشخص بعض الأدوية التي تلون البول.
يوجد حوالي ثلاثون سبباً أهمها الآتي:
- أسباب نتيجة خلل كيماوي التي ينتج عنه تكون الحصوات بأنواعها المختلفة
- أسباب نتيجة الإصابة بالميكروبات كالإصابة بمرض الدرن أو البلهارسيا أو حدث التهابات في حوض الكلية والمثانة (وهي الأكثر انتشارا عند الإناث)
- أسباب نتيجة أمراض معينة مثل أمراض الدم كمرض البرى برى والناعور (الهيموفليا - وهو مرض سيولة الدم وعدم تجلطه) وسرطان الدم ومرض ازدياد كرات الدم الحمراء ومرض الأنيميا المنجلية وأمراض الحساسية الذاتية (التهاب الكلية)
- وأمراض هبوط القلب التي يصاحبها الجلطات الدموية المتحركة
- أسباب نتيجة الإصابة بالأورام كإصابة الكلية أو حوض الكلية بالأورام الخبيثة وإصابة المثانة بالأورام الحميدة أو الخبيثة وإصابة البروستاتا بالأورام الحميدة أو الخبيثة.
- أسباب نتيجة استخدام بعض الأدوية مثل الأدوية المانعة لتجلط الدم أو تناول بعض السموم المسببة لالتهاب الكلية.
- Trauma أسباب نتيجة التعرض لحادث كإصابة نسيج الكلية نفسه أو إصابة الحالب بطلق اري أو ضربة سكين أو نتيجة خطأ طبي عند تركيب قسطرة الحالب .
مصطلح البول الدموي يعني وجود دم في البول وهو نوعان :
1- إما أن يكون كمية قليلة ولا يُرى بالعين المجردة حيث يُكتشف وجود كرات دم حمراء عند فحص عينة من البول تحت الميكروسكوب أو بواسطة الشرائط وفي هذه الحالة يُسمي بول دموي مجهري ( microscopic haematuria )
2- أو يمكن رؤيته بالعين المجردة حيث يُري الدم واضحاً أو يكون البول ذا لون غامق أحمر أو بني وفي هذه الحالة يُسمى بول دموي عياني ( macroscopic haematuria أو frank haematuria ) .
وللبول الدموي أسباب عديدة ، ممكن أن يكون السبب في أي جزء من أجزاء القناة البولية ابتداءً من الكلى إلى الإحليل urethra ( قناة خروج البول) .
ومعظم حالات البول الدموي غير خطيرة ولكن مع ذلك يجب إجراء الفحوصات والتحاليل لاستبعاد الأسباب الخطيرة وخاصةً في الحالات الآتية :
1- في أي شخص يعاني من بول دموي عياني ( كمية كبيرة ) وغير مصحوب بألم .
2- في شخص في سن الأربعين أو أكبر يعاني من وجود دم في البول مع التهاب بكتيري متكرر أو مستمر للمسالك البولية .
3- في شخص في سن الخمسين أو أكبر يعاني من بول دموي مجهري دون وجود سبب واضح .
4- في شخص تم اكتشاف ورم بالبطن عنده سواء أثناء الفحص السريري أو بالأشعة ويُعتقد أنه ناشيء من الجهاز البولي .
ولكن قبل أن نبدأ في إجراء الفحوصات والاختبارات المعملية للكشف عن سبب وجود دم في البول يجب استبعاد الحالات الآتية :
1- أثناء الدورة الشهرية ( وكذلك استبعاد أي سبب للنزيف من الجهاز التناسلي ) .
2- تناول عقاقير تسبب زيادة سيولة الدم ( مثل الهيبارين - الورفارين - الأسبرين – السيكلوفوسفاميد )
3- ممارسة الرياضة العنيفة أو القيام بمجهود عنيف قبل ملاحظة الدم في البول( مثل الجري لمسافات طويلة فقد يؤدي ذلك في حال كون المثانة فارغة إلى احتكاك أسطح الغشاء المبطن لها ببعضه فيحدث احتقان ونزف منه ) .
4- تناول أدوية تُغير لون البول إلى اللون الأحمر مثل الريماكتان والنيتروفيورادانتين أوبعض النباتات كالبنجر أوبعض الصبغات في الأطعمة .
5- صدمة أو حادث أدى إلى إصابة في أي من أجزاء الجهاز البولي ( وأيضاً أي تدخلات جراحية مثل عمل منظار أو قسطرة للمسالك البولية قد تسبب جرح و
نزف ) .
أسباب البول الدموي :
من أهم أسباب وجود دم في البول :
أولاً : أسباب في الكلى :
1- التهاب كبيبات الكلى ( glumerulonephritis ) :
كبيبات الكلى ( glumeruli ) هي الوحدات المرشحة في الكلى حيث تقوم بترشيح الدم وتخليص الجسم من السموم والماء والأملاح الزائدة ومن الطبيعي ألا تظهر كريات الدم الحمراء في البول حيث تحتجزها هذه الوحدات المرشحة وتبقيها في مجرى الدم ولكن في حالة التهاب الكبيبات يمكن أن تظهر كرات دم حمراء وبروتين واسطوانات في البول وغالباً في هذه الحالات يكون الدم مجهرياً .
والتهاب كبيبات الكلى قد يكون أولياً أي أن المرض يصيب كبيبات الكلى وعادةً يظهر في سن الطفولة وهو من أهم أسباب المتلازمة النفروزية ( nephrotic syndrome ) في الأطفال .أو يكون ثانوياً نتيجة لوجود مرض جهازي مزمن من أهمها بعض أمراض المناعة الذاتية مثل مرض الذئبة الحمراء والتهاب الشرايين العقيدي المتعدد (polyarteritis nodosa ) ، وفي مرضى السكري خاصة إذا كان مستوى السكر عالياً وغير منتظم لفترات طويلة ( حوالي عشر سنوات Kimmelstiel Wilson syndrome) .
وفي بعض الحالات لا يوجد سبب واضح لالتهاب كبيبات الكلى .
2- أورام الكلى :
سواءً كانت أورام حميدة أو خبيثة : ممكن أن تسبب وجود دم في البول وعادةً يكون عيانياً .
3- الالتهابات البكتيرية لحوض الكلى ( pyelonephritis ) :
ويحدث الالتهاب البكتيري للكلى نتيجة لانتشار البكتيريا من الأجزاء السفلى من قناة البول ( من المثانة مثل في حالات الارتجاع البولي من المثانة إلى الحالب vesico-ureteric reflux أو من قناة خروج البول ، وفي النساء قد تنتقل الميكروبات من قناة المهبل والأعضاء التناسلية الخارجية إلى القناة البولية . لذا فالاهتمام بالنظافة الشخصية من العوامل المهمة للوقاية من مثل هذه الالتهابات .
قد تنتقل البكتيريا أيضاً عن طريق الأوعية الليمفاوية حول الحالب من أي بؤرة صديدية قريبة من الكلى .
ومن العوامل المهمة أيضاً لحدوث الالتهابات البكتيرية للكلى وجود حصوات بالكلى حيث وجودها كجسم غريب تتجمع حوله البكتيريا وتتكاثر مسببة إلتهاب بكتيري في الكلى والقناة البولية ، وفي بعض الأحيان تكون نواة الحصوة عبارة عن تجمع بكتيري له القدرة على تحويل اليوريا إلى أملاح أمونيوم وتتكون حصوة تسمى infection stone .
قد تسبب الحصوات أيضاً انسداد في جزء ما من الكلى ومن ثم ركود البول وتكاثر البكتيريا وحدوث الالتهاب .
4- حصوات الكلى :
تتسبب حصوات الكلى في وجود دم في البول نتيجة لاحتكاك الحصوة بأنسجة الكلى مما يسبب تجرحها ، أو نتيجة لتجمع البكتيريا حول الحصوة وتكاثرها ومن ثم حدوث التهاب بكتيري في الكلى ، أو نتيجة انسداد مجرى البول وركود البول وتكاثر البكتيريا فيه كما تقدم
5- تكيسات أو حويصلات الكلى renal cyst أو الكلى عديدة التكيساتpolycystic kidney :
وهي غالباً أمراض خلقية في الكلى وقد تكون وراثية حيث يوجد كيس أو أكثر في نسيج الكلى .
وقد تحدث التكيسات نتيجة لوجود أورام بالكلى أو انسداد في الحالب ( نتيجة لوجود حصوة أو ورم ) .
ويحدث النزيف في هذه الحالات إما لانفجار الكيس أو بسبب تكاثر البكتيريا في هذه التكيسات وحدوث التهابات بكتيرية.
6- نخر نخاع الكلى ( papillary nerosis ) : - ويحدث في حالات الالتهابات البكتيرية الشديدة الحادة أو المزمنة في الكلى وغالباً في مرضى السكر، وفي حالات نقص الأكسيجين في نخاع الكلى كما في حالات الأنيميا المنجلية . ويحدث كذلك بسبب التسمم بالأدوية المسكنة ( كثرة استعمال الأدول والفيناستين والمسكنات الأخرى ) ، وهو عبارة عن تدمير لأنسجة الكلى مما يسبب خروج الدم وأنسجة الكلى المتهتكة في البول .
ثانياً : أسباب في الحالب ( وهو الأنبوبة التي تصل الكلى بالمثانة البولية ) :
1- حصوات الحالب :
حيث يسبب احتكاك الحصوات مع أنسجة الحالب تهيج الغشاء المبطن للحالب وحدوث نزيف وغالباً يكون هناك ألم شديد مصاحب للنزيف ولكن في بعض الأحيان قد لا تكون هناك أي أعراض سوى وجود الدم بالبول .
2- التهاب الحالب .
3- أورام .
ثالثاً: أسباب في المثانة البولية :
1- التهاب المثانة البولية :
ويكون هناك ألم في أسفل البطن مع وجود حرقان بالبول وتغير في مجرى البول ( بول متقطع – رغبة مستمرة في التبول – خروج البول في شكل نقط قليلة ) ، وهو في الذكور عادةً يكون ناتجاً عن تضخم البروستاتا .
2- أورام المثانة :
خاصة سرطان الخلية الانتقالية transitional cell cancers والذي يحدث غالباً في المدخنين أو التعرض للمركبات العضوية (aromatic hydrocarbons ) .
وسرطان الخلية الحرشفية ( squamous cell carcinoma ) ويحدث غالباً في حالات إصابة المثانة بالبلهارسيا .
3- حصوات المثانة .
4- الإصابة ببلهارسيا المجاري البولية ( في المناطق المتوطن بها هذا الطفيل ) حيث تخرج بضع نقط من الدم في نهاية البول نتيجة لتجريح بويضات البلهارسيا ذات الشوكة الطرفية لقناة البول الخارجية أثناء مرورها بها كما أنه قد تحدث تقرحات في بطانة المثانة نتيجة للإصابة المزمنة بالبهارسيا وأيضاً البلهارسيا المزمنة تسبب سرطان المثانة .
رابعاً : أسباب في البروستاتا
1- إلتهاب البروستاتا .
2- تضخم البروستاتا :
يسبب تضخم البروستاتا وجود دم في البول إما لمجرد التضخم أوكنتيجة لالتهاب المثانة البولية حيث أن البروستاتا المتضخمة تسبب انسداد جزئي في مجرى البول مما يؤدي إلى عدم تفريغ كامل للمثانة واحتجاز كميات من البول ومن ثم نمو وتكاثر البكتيريا وحدوث التهاب المثانة ، ونفس الشيء يحدث في حالات أورام البروستاتا .
3- أورام البروستاتا .
خامسا : أسباب في الإحليل urethera ( القناة التي تصل المثانة البولية بفتحة البول الخارجية ) :
1- التهاب الإحليل .
2- حصوة .
3- أورام .
كما توجد أسباب أخرى غير شائعة لوجود الدم بالبول منها الدرن ( إصابة المسالك البولية مثل الكلى والمثانة بالدرن ) والليوكيميا وبعض أمراض الدم الوراثية مثل الهيموفيليا والأنيميا المنجلية .
التشخيص :
لتحديد سبب البول الدموي هناك عدة فحوصات وتحاليل بالإضافة إلى الشكوى والأعراض والفحص السريري :
1- في حالة الالتهاب البكتيري للمسالك البولية عادة يكون هناك ألم بالكلى( بالجهة الخلفية من أحد الجانبين أو كليهما ) ، مع ارتفاع في درجة الحرارة ورعشة وقيء أحياناً ، ومثل هذه الأعراض تكون في حالات نخر نخاع الكلى .
2- ارتفاع ضغط الدم يصاحب عادةً التهاب أو اعتلال كبيبات الكلى سواءً الأولي أوالثانوي ، كما يحدث في حالات الالتهابات البكتيرية المزمنة للكلى نتيجة لحدوث تليف بأنسجة الكلى .
3- وجود نقط من الدم في نهاية التبول مع ألم يرجح بلهارسيا المسالك البولية خاصة إذا كان الشخص يعيش في المناطق المعروفة بتوطن طفيل البلهارسيا، أو حصوات المثانة إذ بعد تفريغ المثانة تحتك الحصوة بالغشاء المبطن للمثانة فتسبب الألم والنزيف .
4- وجود الدم في بداية التبول مع ألم وحرقان يرجح التهاب الإحليل .
5- في حالة تكيسات الكلى أو الأورام يمكن الإحساس بكتلة أو ورم داخل البطن .
6- تحليل البول :
- وجود خلايا دم بيضاء ( صديد ) مصاحب للدم يرجح التهاب بكتيري ويجب عمل مزرعة للبول للتأكد وتحديد نوع الميكروب لاختيار المضاد الحيوي المناسب .
• وجود بروتين و ، أو اسطوانات يرجح اعتلال كبيبات الكلى ( glomerulopathy ) .
• يمكن رؤية بويضات البلهارسيا في البول( يُفضل أن تكون عينة البول أول عينة بعد الاستيقاظ من النوم صباحاً ) .
• وجود بللورات ( أملاح ) يرجح وجود حصوات .
7- تحليل دم :
•عد دم كلي :
- ارتفاع عدد كرات الدم البيضاء يرجح التهابات بكتيرية .
- نقص عدد كرات الدم الحمراء ( فقر الدم ) يعني أمراض مزمنة في الكلى ، أو أورام .
• سرعة الترسيب : تكون مرتفعة في حالات الالتهابات البكتيرية والأمراض الروماتزمية كمرض الذئبة الحمراء والروماتويد وفي حالات الأورام الخبيثة .
• وظائف الكلى : قصور في وظائف الكلى يرجح أن السبب في الكلى ( التهاب أو اعتلال كبيبات الكلى ، تكيسات الكلى ، الأورام ، نخر نخاع الكلى papillary nerosis ) .
• وجود الأجسام المضادة الذاتية ( auto-antibodies ) في حالات أمراض المناعة الذاتية كمرض الذئبة الحمراء .
• الكشف عن مستوى مستضد البروستاتا في حالات الشك في سرطان البروستاتا ويتم التأكد من التشخيص بأخذ خزعة من البروستاتا وفحصها مجهرياً .
• نقص مستوى البروتين في الدم يرجح اعتلال كبيبات الكلى .
8- الأشعة :
• الأشعة السينية على المسالك البولية قد تظهر حصوات .
• الأشعة التليفزيونية : تبين حصوات – التهاب الكلى – أورام - تكيسات .
• الأشعة المقطعية الحلزونية : تبين تكيسات الكلى إن لم تظهر في الأشعة التليفزيونية ، كما تبين الأورام بشكل أدق.
•أشعة بالصبغة على المسالك البولية : تبين الحصوات التي لم تظهر في الأشعة السينية ( الحصوات العتيمة للأشعة stones radiopaque ) ، والتكيسات ، ونخر نخاع الكلى ، وأورام الحالب والمثانة بشكل أدق من الأشعة التليفزيونية .
9- المنظار :
• منظار المثانة : يبين التهابات أو حصوات أو أورام في المثانة كما يمكن أخذ عينة من نسيج المثانة عن طريق المنظار لفحصها مجهرياً في حالة الشك في وجود سرطان .
• كما يمكن عمل منظار للكلية وأخذ عينة من نسيجها لفحصها مجهرياً في حالات اعتلال كبيبات الكلى لتحديد نوع الالتهاب ، وفي حالة التكيسات والأورام .
• منظار الحالب : يبين حصوات الحالب وأسباب الانسدادات في الحالب سواء حصوات أو أورام كما يمكن عن طريقة أخذ خزعة من أي ورم في حالة الشك ويمكن أيضاً استئصال الحصوات الصغيرة عن كطريق المنظار .
• أحيانا بعد الفحص وإجراء التحليل والاختبارات لا يُكتشف سبب للبول الدموي ، في هذه الحالات يُفضل متابعة الحالة بإجراء تحليل للبول والدم كل 6 – 24 شهر مع متابعة ضغط الدم وذلك للاكتشاف المبكر لأية أمراض قد يكون ظهور الدم في البول أول عرض لها وقد سبق ظهورها بفترة طويلة ( قد يظهر ورم في خلال سنة بعد ظهور الدم في البول ) .
العلاج :
علاج حالات البول الدموي هو علاج السبب .
في بعض الحالات قد يكون النزيف شديداً بحيث تتجمع كميات كبيرة من الدم مكوّنة جلطات تسد الإحليل وتمنع تفريغ المثانة البولية مما يسبب ألماً شديداً واحتباس بولي .
في هذه الحالات تُوضع قسطرة لتفريغ المثانة وإدخال المحاليل عن طريق القسطرة إلى المثانة لتنظيفها وإزالة الجلطات .
ثم نبدأ البحث عن سبب النزيف لعلاجه .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق